التعليم الفني.. تناقضات وبطالة وهدر بالمليارات

يعول الكثيرون على وزير العمل والتنمية الاجتماعية د.علي الغفيص في إحداث نقلة نوعية في الاستعانة بخريجي التعليم الفني والتقني لسد العجز في القطاع الخاص، لاسيما مع ارتفاع البطالة بين خريجي القطاع إلى 43% وفقًا لدراسة أخيرة لمنتدى الرياض الاقتصادي. والواقع أن الغفيص الذي تولى مسؤولية المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني لسنوات طويلة هو الأقرب والأكثر علمًا بالتحديات التي تؤدي إلى ضعف الاستفادة من الخريجين المهنيين السعوديين، الذين ينقب عنهم الجميع بشمعة ولكن دون جدوى، حتى بات ظهور الحلاقين السعوديين في موسم الحج ظهورًا شرفيًا يجب الاحتفاء به سنويًا. إن وجود 54 معهدًا وكلية تقنية متخصصة تستقبل قرابة 46 ألف طالب وطالب، منذ سنوات كان ينبغي أن يسد جزءًا من الاحتياج في القطاع الخاص، الذي أسرف كثيرًا في الاستعانة بعمالة غير مؤهلة من الخارج، فيما كان من الواجب أن يوظف الخريج السعودي الذي أنفقت عليه الدولة المليارات سنويًا. 

ينبغي مراعاة مشكلات التوظيف والبطالة، وربط التخصصات في الكليات والمعاهد باحتياجات كل منطقة. 
تعدد الخطط التطويرية يستدعي انشاء مجلس اعلى للتنسيق بين قطاعات التعليم الفني المختلفة 
لا بديل عن تغيير نظرة المجتمع الى العمل المهني، من اجل تشجيع الشباب على الانخراط به 
من الاهمية بمكان ان تركز المؤسسة على الكيف في مستوى الخريجين وليس الكم 
رفع مستوى كفاءة التجهيزات في الكليات والمعاهد واعادة النظر فى التخصصات المختلفة 
ضرورة إتاحة الفرصة للقطاع الخاص ليشارك بقوة في رسم الخطط في الكليات والمعاهد باعتباره مستقبل مخرجاتها في سوق العمل.

إن مشهد التعليم الفني برمته يعج بالكثير من المتناقضات لاسيما بعد فشل كليات التميز التي استنزفت مليارات الريالات لمخرجات ضعيفة عصفت بها غياب الرؤية الصحيحة وسوء الإدارة والمصالح الخاصة مما يعني أن برامج الموسسة تحتاج الى اعادة نظر بصورة موضوعية كالتالي: 

ماهي الأسس التي استندت لها المؤسسة في اصدار بيان رسمي تؤكد فيه ان 95% من خريجيها يعملون في القطاعين العام والخاص او يكملون تعليمهم او يزاولون العمل الحر. 
كيف زادت المؤسسة اعداد المقبولين العام الماضي بنسبة 36% وهم ليس لهم أثر كبير في سوق العمل، والا يعد ذلك هدرًا للمال العام الذي تعمل الدولة بكامل أجهزتها على ضبطه 
أين مخرجات المعاهد المتخصصة التي أسست بالتعاون مع كبريات الشركات العالمية 
من نصدق المؤسسة التي تؤكد أن خريجيها يعملون بنسبة 95%، أم منتدى الرياض الاقتصادي وهو يؤكد أن البطالة بين خريجي التعليم الفني تصل إلى 43%. 
كيف يعمل 64 % من خريجي المؤسسة في القطاع الخاص، والغالبية من المؤسسات تؤكد ندرة وجود السعوديين في قطاع الإنشاءات والصيانة بمختلف القطاعات، حتى ان قطاع المقاولات سجل عمل 100 ألف امرأة فيه في اطار السعودة الوهمية. 
أين مخرجات كليات التميز ولماذا تسرب المتدربون منها ولماذا لم تصنف مؤهلات خريجيها في سوق العمل؟

وعلى الرغم من التوسع في التعليم التقني إلا أن الواقع يشير الى استيعابه قرابة 10% من الخريجين فقط او اقل، بينما المتوسط العالمي يجب أن يكون 30 الى 40%، ووفقا لتقرير بمجلة المعرفة الصادرة عن وزارة التعليم، فإن التعليم الفني لا يزال بعيدًا عن متطلبات سوق العمل، بينما ينخرط 63% من الطلاب إجمالًا في تخصصات تربوية وانسانية ونظرية، وعلى الرغم من شكوى الجميع من ضعف المخرجات إلا أن المؤسسة ماضية في التوسع حيث تم اعتماد 3.5 مليار ريال من اجل زيادة الطاقة الاستيعابية للمعاهد والكليات. ولعل من الملاحظات التي تؤخذ على خريج التعليم الفني الآتي:
ضعف مستوى الخريجين في المهارات والإنجليزية 
يميل الى العمل في وظائف مكتبية بعيدة عن التخصص 

وتظل الآمال معلقة على وزير العمل والتنمية الاجتماعية الجديد في اعادة هيكلة القطاع حتى يمكن تحقيق اعلى استفادة منه تسهم في الحد من استقدام العمالة الوافدة من الخارج ومواكبة خطط الدولة في ضبط الانفاق وتحسين نوعية المخرجات. 
وتشير التغذية الراجعة من سوق العمل الى الآتي: 
احتياج غالبية خريجي التعليم الفني لإعادة تأهيل لضعف مستواهم مقارنة بالتقنيات المتطورة في القطاع الخاص حالياً 
ضرورة تطوير مخرجات التعليم الفني من خلال الدمج بين المواد العامة والمواد التقنية
 
المصدر: صحيفة المدينة
http://www.al-madina.com/