الأمير سلطان بن سلمان يوجه بتشكيل لجنة برئاسة محافظ الطائف للوقوف على موقع سد السملقي ببلاد ثمالة

وجه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، بتشكيل لجنة برئاسة معالي محافظ الطائف فهد بن معمر، للوقوف على سد السملقي والمنطقة المحيطة به ببلاد ثمالة - جنوب محافظة الطائف، والعمل على دراسة الموقع ووضع خطط وأفكار وتصور جديد للعمل على تأهيل السد، والمنطقة المحيطة به، والتي تشمل قرى وهجر بلاد ثمالة التي تبعد عن الطائف بحوالي 50 كيلومتر، وذلك من خلال إعادة تأهيل السد الذي يعد أحد أهم المواقع التاريخية والأثرية بالطائف، وإقامة الحدائق والمنتزهات من حوله، وتوفير خدمات الطرق وغيرها من الخدمات الأخرى التي يستفيد منها سكان المنطقة والسواح والمصطافين.

هذا وقد قام معالي معالي محافظ الطائف فهد بن معمر، يرافقه مدير فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار عبدالله السواط، ومدير فرع وزارة الزراعة المهندس حمود الطويرقي، ومدير فرع وزارة المياه، والباحث والمؤرخ المعروف الأستاذ حماد السالمي، وعمر النحاس ممثل عن محافظة الطائف، والمهندس سعد الأزوري ممثل لأمانة الطائف، وجميعهم أعضاء في اللجنة التي وجه بتشكيلها سمو رئيس الهيئة العامة للسياحية والتراث الوطني، قاموا بجولة ميدانية على موقع السد والمنطقة المحيطة به، وناقشوا على الطبيعة كافة الآراء والمقترحات لتنفيذ مشروع تأهيل وتطوير السد والمنطقة المحيطه به.

وأكد معالي محافظ الطائف في مستهل الجولة في تصريح خاص لـ(الجزيرة): أن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تولي جميع السدود القديمة في الطائف اهتماماً كبيراً، والعمل على تطويرها وتأهيليها لخدمة وتنمية السياحة الداخلية؛ ومن ضمن هذه السدود سد السملقي، الذي يرجع تاريخه إلى زمن العمالقة الذي سكنوا الطائف قبل آلاف السنين. وأضاف معاليه: إن هذه الجولة تأتي بناءً على توجيه من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث والوطني، بهدف الوقوف على سد السملقي والمنطقة المحيطة به، وإجراء الدراسات اللازمة ووضع كل المقترحات لتأهيل السد والمنطقة المحيطة به التي تشمل كافة بلاد ثمالة المأهولة بالسكان، والعمل على النهوض بها وتنميتها في كافة المجالات الخدمية والسياحية وغيرها من المجالات الأخرى، التي تهدف إلى تحقيق تنمية وتطوير سياحة شاملة في محافظة الطائف، وفق خطط متوازية في جميع الاتجاهات.

وقد تم خلال الجولة الوقوف والإطلاع على السد والمنطقة المحيطة به وفق توجيه سموه، وإعداد تصور وتخطيط كامل لتأهيل وتطوير المنطقة من قبل جميع الجهات التي شاركت في الجولة، والاستماع إلى جميع الأفكار والمقترحات التي سيتم بلورتها، ورفعها إلى سموه للاطلاع عليها واعتمادها، استعداداً للتنفيذ في أقرب وقت.

وأكد ابن معمر: إن هذه المنطقة سوف تصبح مستقبلاً من ضمن أفضل المناطق السياحية في جنوب الطائف، مشيراً إلى أنه سيتم تنفيذ عدد من المشروعات في موقع السد والمنطقة المحيطة به؛ من ضمنها: إعادة تأهيل وتطوير السد للمحافظة عليه، وإقامة حدائق ومنتزهات تتتوفر فيها كافة من حدائق ومنتزهات وغيرها من الخدمات الأخرى كمنتزه عام يخدم سكان المنطقة والسواح والمصطافين، إلى جانب العديد من الخدمات مثل: الطرق والإنارة.

ويعد سد السملقي من السدود القديمة الشامخة التي لم يصبها ما أصاب الكثير من السدود التي بنيت بعده، حيث يكمن السر في صمود هذا البنيان ووقوفه شامخاً ضد عوامل الزمن دقة البناء وجودة التنفيذ، حيث تقدر أطوال السد كاملاً بـ 210 أمتار، وبعرض 10 أمتار، وعرض القاع السفلي 14 متراً، و11 متراً ارتفاعاً من على سطح الأرض.

كما يتكون السد من ثلاثة أجزاء رئيسة، الجزء الأول: البنيان الذي في واجهة السد وهو بعرض يقترب من مترين على امتداد السد، وهو بمثابة العازل المائي، ويتميز أنّ ارتفاعه أعلى من الجزء الشمالي الذي هو بمثابة المكان المخصص للمفيض. والجزء الثاني: الردم المدكوك في الوسط وقد استخدم أثناء التشييد طريق للإمداد بمواد البناء، ويعتبر هذا الردم سانداً لمقدمة السد. والجزء الثالث: الجدار الشرقي البنيان المتدرج في الناحية الشرقية من السد والمعاكس لواجهة الحوض الذي هو الداعم للسد.

إلى جانب تميزه بأسلوب هندسي رائع ومتناسق في العمارة القديمة.. وقد بني السد بأحجار كبيرة جداً، ومثبتة تلك الحجارة بمادة الجص الأسمنتي الأحمر الذي أبقاه متماسكاً عهوداً طويلة، ويوجد بالسد فتحة تؤدي إلى بئر خلف السد عملت بطريقة غريبة تدل على عقل هندسي عالم بأسلوب العمارة القديمة. هذا ويقع السد على طريق مركز ثمالة جنوب الطائف، ويبعد عن مدينة الطائف بحوالي 30كيلو متر، ويعتبر السد السملقي من طابقين من القطع الكبير (الضخم) بمساحات مختلفة من البناء، ويعتبر هذه البناء من الأعمال الإنشائية، في قرى الطائف من حيث التصميم في بناء السدود المعروفة في الجزيرة العربية، وهناك روايات متواترة منذ القدم على أنّ هذا السد يعود إلى زمن العمالقة التي سكنت الطائف منذ العصور السحيقة، ويقال لهم أنهم من بني هلال من العمالقة.

 

 

صحيفه الجزيرة

http://www.al-jazirah.com/2015/20151227/ln9.htm