35 مليار دولار خسائر السياحة العربية

قدر رئيس المنظمة العربية للسياحة الدكتور بندر آل فهيد، خسائر السياحة في الدول العربية التي استهدفتها العمليات الإرهابية بحوالى 35 مليار دولار تقريبا، نافيا وجود عزوف من قبل المسؤولين العرب عن الاصطياف في بلدانهم، مشيرا إلى أن سفرهم إلى خارج أوطانهم للاستفادة من تجارب الآخرين، مبينا أن اتجاه السائح السعودي للخارج ليس معناه نقصا في الخدمات والبنى التحتية في المملكة، لافتا إلى أنه تمت دعوة الدول العربية إلى تبني فكرة الشرطة السياحية لتحقيق أمن وسلامة السائح.

 

وأوضح في حواره لـ «عكاظ» أن عدد العاملين في القطاع السياحي بالمملكة بلغ أكثر من 797 ألف عامل، منوها إلى أن السياحة السعودية تستحوذ على نصف الاستثمارات السياحية في الوطن العربي التي تصل إلى 323 مليار دولار، مفيدا أن المملكة احتلت المركز الخامس عربيا وتقدمت درجة عن الأعوام السابقة في قائمة التنافسية، وإلى تفاصيل الحوار:

 
 
 

● كيف تقيم الأضرار التي أصيب بها القطاع السياحي العربي، بعد العمليات الإرهابية التي استهدفت عددا من الدول العربية؟

 

●● تقدر خسائر السياحة في الدول التي استهدفتها العمليات الإرهابية بحوالى 35 مليار دولار تقريبا، ومع الأسف الشديد لايزال الإرهاب يستهدف عددا من الدول العربية، ويجعل من الإسلام واجهة له في مسعى منه لتشويه سمعة الإسلام وسمعة الأوطان العربية، وهناك تنسيق ما بين المنظمة ومجلس وزراء الداخلية العرب لإقامة العديد من الملتقيات التي تتعلق بالأمن السياحي، حيث تمت إقامة أول ملتقى بعاصمة المصائف العربية في محافظة الطائف، وخرجنا بتوصيات كان من أهمها دعوة الدول العربية إلى تبني فكرة الشرطة السياحية لتحقيق أمن وسلامة السائح وتبادل الخبرات فيما بينها، وإشراك مؤسسات المجتمع المدني في التوعية بأهمية السياحة وحماية آلاثار والحفاظ عليها، إلى جانب التعاون والتنسيق بين جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية والمنظمة العربية للسياحة لوضع خطط للتدريب والتأهيل للعاملين في مجال الأمن السياحي، ووضع آلية قانونية تمكن من حماية الآثار والمنشآت السياحية في حالة الحروب والنزاعات والكوارث الطبيعية واتخاذ الإجراءات الاستباقية لحمايتها، وإدراج مفاهيم السياحة والحفاظ على الآثار ضمن مناهج التعليم المختلفه، وإصدار دليل واجبات وحقوق السائح من قبل المنظمة العربية للسياحة.

 

● لماذا كانت السياحة الهدف الأول للإرهاب؟

 

●● لأن السياحة هي عصب الاقتصاد، ومن أهم وأقوى الصناعات، وتساهم في الحد من الفقر، وتنمية المجتمعات المحلية والحد من البطالة، وتقوي علاقات الشعوب ببعضها البعض، وتبرز ثقافات وتاريخ هذه الأمة؛ ما جعلها مع الأسف الشديد من الأهداف الرئيسة للإرهاب.

 
 

عزوف المسؤولين

 

● ألا ترون أن عزوف المسؤولين العرب عن الاصطياف في بلدانهم، حد كثيرا من تنمية السياحة المحلية بالدول العربية؟

 

●● لا يعتبر عزوفا، بل يوجد الكثير من المسؤولين جل وقتهم يقضونه في أرجاء بلدانهم ولكن حتى وأن سافروا إلى خارج أوطانهم فهذا ليس ضارا بل مفيدا للاستفادة من تجارب الآخرين.

 

● لماذا يتجه السائح السعودي دوما للخارج ؟

 

●● ليس معنى اتجاه السائح السعودي للخارج هو وجود نقص في الخدمات والبنى التحتية، فبلادنا تعيش في أمن واستقرار ولديها أنماط عديدة من السياحة، بل أصبحت بمصاف الدول العالمية في هذا المجال، ومن هنا نلاحظ جهود الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز التي حققت الكثير من تطلعات السائح السعودي ووفرت له الكثير من الخدمات التي كان يتطلع لها. لكن في نهاية الأمر تظل السياحة أنماطا متعددة، فهناك سواح سعوديون يذهبون للعلاج وآخرون للمؤتمرات، وبعضهم للأقرباء وهناك من يرغب في قضاء أوقاتهم خارج الوطن بهدف الاطلاع وكسب التجارب.

 
 

تسهيلات التأشيرات

 

● هل من الممكن زيادة السياحة البينية بين الدول العربية؛ لمواجهة أي تداعيات على القطاع؟

 

●● بلا شك، إذ نسعى في إطار مجلس وزراء السياحة العرب بجامعة الدول العربية إلى تعزيز وتقوية السياحة البينية العربية فهي الملاذ الآمن للسياحة العربية، ولنا تجارب عديدة، وتوجد كثير من الدول العربية مرت بظروف استثنائية أحجم السياح عن زيارتها، ومن هنا لابد من تعزيز العمل العربي المشترك في المجال السياحي، وتقديم كافة التسهيلات وخصوصا التأشيرات، لاسيما وأن هناك قرارا من مجلس وزراء الداخلية العرب بهذا الخصوص والذي سبق وأن تقدمت به المنظمة العربية للسياحة وتم تكليفها بمتابعته مع الدول العربية لتنفيذه.

 

وظائف السياحة

 

● ما تقديراتكم لحجم سوق العمل والاستثمارات في القطاع السياحي العربي ؟

 

●● يعتبر قطاع السياحة والسفر من أهم القطاعات التي تساعد على التوظيف، والحد من البطالة ويدعم هذا القطاع عالميا بشكل مباشر ما يقارب من 106 ملايين وظيفة حتى عام 2014، وأما الدعم غير المباشر للتوظيف فيتمثل فيما يقارب 277 مليون شخص يستفيد من قطاع السياحة، أي وظيفة من كل 11 وظيفة في العالم.

 

وفي الدول العربية يساهم القطاع السياحي في التوظيف المباشر بما يقارب 10 ملايين شخص، ويشكل ما نسبته 12 في المئة من إجمالي الوظائف في الدول العربية، وعلى سبيل المثال فإن أعداد العاملين في القطاع السياحي بالمملكة لعام 2014 بلغ 797,070 عاملا، حسب إحصائية مركز «ماس»، أما حجم الاستثمارات للقطاع السياحي بالدول العربية فمن المتوقع أن تصل بنهاية عام 2020 م إلى 323 مليار دولار تستحوذ المملكة على نسبة 50 في المئة من الحجم الإجمالى للاستثمارات السياحية العربية.

 

● ما أهم الاستثمارات الأجنبية في قطاع السياحة العربية ؟

 

●● أهم الاستثمارات في الدول العربية كانت ولا تزال تركز على القطاع الفندقي بالدرجة الأولى، وعلى سبيل المثال دولة الإمارات العربية المتحدة إجمالي الاستثمار في قطاع السياحة بها لعام 2014 وصل إلى 23 مليار درهم، كان أغلبها في مجال الاستثمار بالقطاع الفندقي.

 
 

أسعار الإيواء

 

● ألا ترون أن أسعار الإيواء السياحي بالمملكة تتجاوز كثيرا الأسعار المعمول بها في معظم الدول الأخرى ؟

 

●● أؤكد أن هيئة السياحة والآثار تتابع الأسعار بدقة، وتركز في المرحلة الحالية على الجودة، فكم من المنشآت خالفت، وتم إغلاقها من قبل الهيئة، وبالنسبة للأسعار تعتبر مناسبة بل أقل بكثير مقارنة ببعض الدول الأخرى، وهنا أوضح نقطة هامة وهي أن السياحة الداخلية مهمة لجميع البلدان، ولو قارن السائح ميزانية السفر من تذاكر وتنقلات داخلية وغيرها في بلده بما هو في الخارج سيجد أن السياحة الداخلية أقل مما هي عليه في الخارج.

 

● هل توجد دراسات مقارنة لحجم القطاع السياحي في المملكة مقارنة بالدول العربية ؟

 

●● تحليل التقرير الأخير عن تنافسية السياحة والسفر الذي قامت به المنظمة العربية للسياحة مؤخرا يبين مراكز الدول العربية التي تحتلها في قائمة السياحة من عدة جوانب: كالبنية التحتية، النقل الجوي والأرضي، الخدمات السياحية، بيئة العمل والأمن والسلامة وغيرها من المؤشرات، ويظهر أن المملكة احتلت المركز الخامس عربيا وتقدمت درجة عن الأعوام السابقة في قائمة التنافسية.

 

● ما مدى إقبال الشباب السعودي على العمل في قطاع السياحة ؟

 

●● قطاع السياحة في المملكة من القطاعات الواعدة، التي استقطبت شرائح من الشباب، فتوظيف الشباب السعودي بقطاعات السياحة من المهام التي توليها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أهمية خاصة بجهود صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز ومن خلال الخطط التي أعدتها الهيئة العامة للسياحة والآثار سيتم استقطاب وتأهيل مزيد من الشباب لهذا القطاع الحيوي والهام.

 

 

صحيفه عكاظ

http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20151201/Con20151201811872.htm