أمير مكة يفتتح معرض «شاهد وشهيد»..اليوم يستعرض حياة وإنجازات الملك فيصل بالوثائق والصور ( صحيفه المدينه )

يرعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة اليوم �الاثنين� حفل افتتاح معرض (الملك فيصل.. شاهد وشهيد) والذي تستضيفه أمانة الطائف، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للدراسات الإسلامية والبحوث، وعدد من أصحاب السمو الملكي والأمراء، وجمع من المسؤولين والمثقفين.. كما يفتتح سموه منتزه الردف الجديد بعد تطويره بشكل عصري.
ويتطرق معرض�شاهد وشهيد� إلى جوانب مختلفة من حياة الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، وقصة كفاحه ومواقفه في سبيل نهضة بلاده، كما يعرض الكثير من المعلومات الموثقة بالصور المختلفة عن رحلات الملك الفيصل، ومواقفه السياسية من القضايا العالمية والإقليمية والمحلية، ويضم المعرض أجنحة عرض دائمة، وأفلام وثائقية، ووثائق تاريخية مختلفة تستمد أهميتها من تلك الفترة، التي عاشها الراحل قائدا محنكا لبلاده في عالم يموج بالاضطرابات العالمية، وسيتم عرض صور فوتوغرافية نادرة للملك فيصل، ومشاهد متحركة، ولقطات فيديو تسجل مراحل متعددة في مسيرته الحافلة، بالإضافة إلى بعض المقتنيات الخاصة وعدد من المخطوطات والنصوص المكتوبة، كما سيتخلل المعرض ندوات وحلقات نقاش عن حياة الراحل الشهيد، وأبرز القرارات المفصلية، التي اتخذها الملك الراحل في ظل حنكته العسكرية والسياسية والإدارية، والخبرات التي نهلها من معين والده القائد المؤسس الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه).
ونوه أمين الطائف رئيس المجلس البلدي المهندس محمد بن عبدالرحمن المخرج بالرعاية الكريمة لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل لافتتاح المعرض، شاكرًا لصاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل على اختيار أمانة الطائف لاحتضان المعرض الذي يعد إضافة ثقافية وتاريخية للمحافظة والأهالي، ونافذة تطل منها الأجيال التي لم تعايش عهد الملك الراحل لتتعرف على شخصيته السياسية والإنسانية، التي حملت هموم الأمتين العربية والإسلامية، وتشاهد لمحات عن مواقفه المفصلية والتاريخية.

نشأة وسيرة الملك فيصل
يستعرض معرض �شاهد وشهيد� سيرة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله والذي عاش في الفترة مابين هجري1324 الى 12 ربيع الأول 1395هـ، وهو الابن الثالث من أبناء الملك عبدالعزيز الذكور من زوجته الأميرة طرفة بنت عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ.. وتربى في بيت جديه لأمه الشيخ �عبد الله بن عبداللطيف آل الشيخ� و�هيا بنت عبد الرحمن آل مقبل�، وتلقى على يديهما العلم، وذلك بعد وفاة والدته وهو بعمر الستة أشهر.
أدخله والده الملك عبدالعزيز في السياسة في سن مبكرة، حيث أرسله في زيارات للمملكة المتحدة وفرنسا مع نهاية الحرب العالمية الأولى، وكان وقتها بعمر ثلاثة عشر �13� عامًا، كما رأس وفد المملكة إلى �مؤتمر لندن� بعام 1939 حول القضية الفلسطينية والمعروف بمؤتمر المائدة المستديرة.. وعلى المستوى المحلي قاد القوات السعودية لتهدئة الوضع المتوتر في عسير، وذلك في عام 1922.. وفي عام 1925 توجه جيش بقيادته لمنطقة الحجاز، واستطاع تحقيق النصر والسيطرة على الحجاز، وفي عام 1926م عينه الملك عبدالعزيز نائبًا عامًا لجلالة الملك، كما عين في عام 1927 رئيسًا لمجلس الشورى. وفي عام 1932 عين وزيرًا للخارجية، بالإضافة إلى كونه رئيسًا لمجلس الشورى.
كما أنه شارك في عام 1934 في الحرب السعودية اليمنية.. وفي 9 أكتوبر 1953 أصدر والده الملك عبدالعزيز أمرًا بتعيينه نائبًا لرئيس مجلس الوزراء، بالإضافة إلى كونه وزيرًا للخارجية، وذلك بعد تعيين الأمير سعود رئيسًا للوزراء.

ولاية العهد وأعماله فيها
بعد وفاة والده وتسلم أخيه سعود الحكم عينه وليًا للعهد نائبًا لرئيس مجلس الوزراء وزيرًا للخارجية، وفي عام 1373 هـ أرسله الملك سعود لبعض الدول بزيارات نيابة عنه.. وفي يوم 27 جمادى الآخرة 1384 هـ الموافق 2 نوفمبر 1964 بويع ملكًا على البلاد.

الإنجازات الداخلية:
المجال الاقتصادي: عمل على الاستفادة من دخل النفط، حيث قام بمراجعة اتفاقية مناصفة الأرباح مع شركة أرامكو، التي وجدها غير عادلة فطلب تعديل الاتفاقية، كما انتقلت الحكومة إلى دور المشاركة في اتفاقيات استغلال مكامن البترول إلى عدم منح امتيازات استثمارات البترول إلا لمؤسسة وطنية.
المجال الزراعي: قامت وزارة الزراعة بوضع برنامج شامل للبحث عن المياه وذلك بالاستعانة بشركات استشارية عالمية، وبدأت بتنفيذ هذا البرنامج بعام 1965، كما عملت على تحسين أساليب الزراعة وتطوير الثروة الحيوانية ومصائد الأسماك والمحافظة على الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، ووجهت المزارعين إلى تحسين إنتاجهم الزراعي من التمور، وحثت القطاع الخاص على الاستثمار في تغليف التمور وحفظها.. وقامت الوزارة بمشروعات عديدة منها بناء سد وادي جازان، الذي أنجز بواسطة شركات أجنبية عام 1971، وأيضًا أقامت مشروع الري والصرف في الأحساء، الذي كان الهدف منه حفظ مياه العيون والآبار من الهدر، وحسن الاستفادة من المياه الزائدة، وأيضًا إقامة سدود لحجز مياه الأمطار في أبها والمجمعة وعلى وادي حنيفة قرب الرياض، كما أقامت مشروعات زراعية في تبوك والجوف ووادي السرحان والقصيم والأفلاج ووادي بيشة ونجران.
كما أوعزت للبنك الزراعي بتقديم قروض للمزارعين والصيادين لشراء المعدات اللازمة لهم على أن تسدد على أقساط طويلة الأجل وبدون فوائد.
مجال المواصلات: امتدت في عهده شبكات الطرق الحديثة التي استعانت الحكومة بشركات عالمية لتنفيذها، وتم ربط المملكة بجيرانها مثل الأردن وسوريا والعراق والكويت، كما تم الاهتمام بالطرق الزراعية التي تخدم القرى والمزارعين لتسويق منتجاتهم، كما تم التوسع في إقامة المطارات وتحسين القائم منها، وتم اقتناء طائرات نفاثة للخطوط السعودية، وتم إنشاء معهد للتدريب على الطيران المدني في جدة، كما توسعت حركة الموانئ، حيث تم توسيع ميناء جدة، وأقيمت موانئ جديدة في ينبع وجازان.
المجال الصحي: تم استقدام أطباء وأعضاء الهيئة التمريضية من بلدان العالم، وقام بتأسيس مستشفى فيصل التخصصي في الرياض، الذي افتتح بعام 1975، وتم التعاون مع منظمة الصحة العالمية في إعداد برامج الحكومة الصحية.
كما قام بوضع الخطة الخمسية عام 1390.

السياسة الخارجية
اهتم بالقضية الفلسطينية، وشارك في الدفاع عن حقوق فلسطين عالميًا، وظهر ذلك واضحًا عندما خطب في عام 1963 على منبر الأمم المتحدة، حيث ذكر أن الشيء الوحيد الذي بدد السلام في المنطقة العربية هو القضية الفلسطينية ومنذ قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين. ومن سياسته التي اتبعها حول هذه القضية عدم الاعتراف بإسرائيل، وتوحيد الجهود العربية وترك الخلافات بدلًا من فتح جبهات جانبية تستنفد الجهود والأموال والدماء، وإنشاء هيئة تمثل الفلسطينيين، وإشراك المسلمين في الدفاع عن القضية.
وعلى الرغم من الخلافات بينه وبين الرئيس المصري جمال عبدالناصر، إلا أنه بعد حرب 1967 وعقد مؤتمر القمة العربية في الخرطوم تعهد بتقديم معونات مالية سنوية حتى تزول آثار الحرب على مصر، كما أنه قرر مع عدة دول عربية بقطع البترول أثناء حرب أكتوبر.. كما عمل على حل الخلاف بين السعودية ومصر حول القضية اليمنية.. وعلى مستوى الدول الأجنبية عمل على تنمية علاقات السعودية مع فرنسا خصوصًا بعد اتجاه الحكومة هناك إلى الوقوف بصف العرب ضد إسرائيل.
كما أعيد بعهده علاقات السعودية مع المملكة المتحدة بعد زيارته لها في يونيو من عام 1967، وكانت تلك الزيارة تتويجًا لإعادة العلاقة، والتي قطعت بعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وبدأت بالعودة تدريجيًا من عام 1963.. كما زار في مايو من عام 1966 الولايات المتحدة بدعوة رسمية من الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، وقد تظاهر اليهود ضد زيارته.. كما أنه كان يرفض وجود أي علاقة أو تمثيل سياسي مع الدول الشيوعية، وذلك لأنه لم يكن يريد السماح بظهور أي مبدأ يعارض الشريعة الإسلامية في السعودية

http://www.al-madina.com/node/621332/%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D9%83%D8%A9-%D9%8A%D9%81%D8%AA%D8%AA%D8%AD-%D9%85%D8%B9%D8%B1%D8%B6-%C2%AB%D8%B4%D8%A7%D9%87%D8%AF-%D9%88%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF%C2%BB%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85.html